جرعة فيتامين واحدة تبرمج أمعاءك خلال يوم!
ساندي بو يزبك

أخصائية تغذية

Monday, 17-Nov-2025 06:26

تتبدّل النظرة الحديثة إلى الفيتامينات بشكل جذري؛ فهيَ لم تعُد تُعامَل كمكمِّلات تُستخدَم فقط لتعويض النقص الغذائي، بل باتت تُفهَم باعتبارها جزيئات ذات نشاط بيولوجي مباشر، تعمل كمفاتيح تشغيل تُعيد ضبط الإيقاع الحيوي داخل الأمعاء.

تُظهر الأبحاث أنّ بعض الفيتامينات تُحدِث تبدّلات سريعة في بنية ووظائف الميكروبيوم، إذ تبدأ البكتيريا النافعة بالاستجابة خلال يوم واحد من تناول الجرعة المناسبة. هذه الفيتامينات ليست مجرّد عناصر مساعدة للبشر، بل تُعدّ مغذيات محوَرية للبكتيريا نفسها، وتُمثل عوامل نمو تسرّع تكاثر السلالات النافعة.

 

آلية العمل تتمّ على مستويات دقيقة. فيتامين B2 يُشكّل ركيزة أساسية لإنتاج الطاقة داخل البكتيريا، ما يدعم نمو مجموعات مفيدة، ويؤدّي بالتالي إلى تحسين الهضم ورفع كفاءة امتصاص المغذيات.

 

أمّا حمض الفوليك، فيعمل كمادة أولية في عمليات التمثيل البكتيري، خصوصاً لدى البكتيريا المنتجة للأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، وعلى رأسها البيوتيرات، التي تؤدّي دوراً جوهرياً في حماية بطانة الأمعاء وتعزيز قوة الحاجز المعوي وتقليل النفاذية.

 

بدوره، يحمي فيتامين C الميكروبيوم من الإجهاد التأكسدي الناتج من الالتهابات، ما يساعد السلالات النافعة في البقاء والتكاثر، ويُعيد التوازن البكتيري ويُخفِّف الالتهابات المزمنة منخفضة الحدّة.

 

بينما يتدخّل فيتامين D3 باعتباره منظّماً للمناعة المعوية، إذ يساهم في تعديل نشاط الخلايا المناعية ومنع فرط الاستجابة، إلى جانب تحفيزه إنتاج الببتيدات المضادة للميكروبات التي تُعزّز الدفاعات الطبيعية.

 

دمج هذه الفيتامينات في النظام الغذائي اليومي هو الخطوة التي تحوّل التأثير السريع إلى نمط صحي مستدام. يمكن الحصول على B2 من اللبن، البيض، اللوز والفطر، وعلى B9 من العدس والبقوليات والسبانخ والأفوكادو.

 

ويتوافر فيتامين C بوفرة في الكيوي، الحمضيات، الفليفلة الحمراء والبروكلي، فيما يمثل التعرّض المعتدل للشمس المصدر الأقوى لفيتامين D3 إلى جانب الأسماك الدهنية وصفار البيض.

 

النظام الغذائي الغني بالخضار، الحبوب الكاملة، الأسماك والدهون الصحية، هو السبيل لجعل هذه الاستجابة السريعة أساساً لصحة طويلة الأمد.

الأكثر قراءة